الجمعة، 4 سبتمبر 2015

لا ترحلْ صامِتًا..!


مَالك اعتزلتَ بنيْ جنسِك واسْتأمنتَ البحَر؟
مَالذي أوداكَ لتلتحِفَ التُربَ عوضًا عنْ رفقِ البشَر؟
أسَئِمتَ اسْتسقاء الفرجِ، أمْ أعياكَ القدَر؟
بعدَ أنْ غُذّيتَ بالآلامِ حدّ الشبع، وتجرّعتَ القهَر
أتُراكَ أطلتَ النّداءَ .. فلا الذي لبّى ولا الذيْ نظَر..!
تأخّرتْ أيدِينا فالتقمَ الموجُ نسمَكَ المحتضِر
ليحتضنَ الشطُّ جِسمًا تهاوى .. بأمرٍ قدْ كانَ قُدِر
رويدًا طِفلنا .. رويدًا طفلَنا ولبنةَ أمّتنا انتظر ..
لا ترحلْ صامتًا .. لا ترحل صامتًا وتتركْ لنا ضميرًا مُستعِر
باللهِ ربِكَ أجزلْ فيْ العتابِ ولا تختصِرْ
قل ما تريد .. لا تذرْ في الجَنانِ قولًا مُستقِر
لُمْ .. فإنّا منا الباذلونَ وكثيرٌ معتذِر
ثمّ اجمعْ شظايَا أمَل؛ فذا مَحضُ يومٍ عسِر
والحقُّ وإن طالَ نِزالُه لا بدّ منتصِر
ما دامَ فينَا المُصلحونَ ولنا ربٌ مقتدِر