لمْ
أخطّطْ
لاشتياقٍ
لمْ
أرقبْ
رجوعًا
يلتهمُ
الغيابَ
لمْ
أرغبْ
عناقًا
قبلَ
الفراقِ
آثرتُ
رحيلًا
هادئًا
وانسلالًا
دافئًا، بصمتٍ
بلا
عتابٍ
بلا
خناقِ
كنتُ
قويةً
لأجتازَك
وأمضي
لأنطلقَ
في
سبيلي
وأرضي
دونَ
احتراقِ
دونَ
اكتراثٍ،
دونَ التفاتٍ
دونَ
استياءٍ
..
فبربّك
ماذا
أصابَ
انطلاقي!
مالي
تعثّرت
في
خضمِ
انشغالي
بذكرى
ظننتُها
عاجزةً
عنْ
لحاقِي
كنتُ
قدْ
دفنتُ
كلّ
ذكرياتِك
في
سحيقِ
الماضي
فما
عادَ
لهَا
من
باقِ
فبدا
كأنّها
قدْ
نمتْ
وأسرفتْ
في
الكبر
كأنّما
عمرُ
التجاهلِ
كان
لهَا
الساقي
ما
لطيفِك
يباغتُني
باندفاعٍ
مجنونٍ
والمشاهدُ
أنصالُ
شوقٍ
تأبى
إلا
اختراقي؟
كأنّما
قدْ
بُعثتَ
من
العدَم
تبًا!
أمَا
للذاكرةِ
من
حُرَم!
كيفَ
فيْ
جبّ
انشغالي
يتمّ
استراقي
أمَا
أماتتَك
السنين؟
سُحقًا
من
أينَ
يقتحمني
الحنين؟
كيفَ
يُحاربني
عنوةً
اشتياقي؟
كيفَ
لهذا
أنْ
يكون؟
كيفَ
للذكرياتِ
التي
ماتت
أن
تخون؟
وتطوّقني
حدّ
الاختناقِ!
كانَ
على
الأيامِ
أنْ
تطويَك
وعلى
المشاغلِ
الكثيرةِ
أنْ
تبلعَك
دونَ
تقصيرٍ
دونَ
إشفاقِ
لعلّها
فعلت
..
ثمّ
تقيّأتَك
بكلّ
الصورِ
التي
وضّبها
رحيلُك
ألقتْك
دونْ
إنذارٍ
سابقِ
ربّآه
..
ما
أسوأَ
الفقد!
أوّاه
..
ما
أقسى
البُعد!
ما
أبشعَ
حضورَك
بعدَ
افتراقِ!
إنّي
لا
أحتملُ
ضعفي
فبالله
عليكَ
انتفِ
لملمْ
كلّ
ذكرياتِك
واختفِ
كي
لا
تنتهي
مساعي
النسيانِ
بالإخفاقِ
الجمعة
١٧ رجب ١٤٣٨هـ