الثلاثاء، 7 يوليو 2015

غُربتِي عنّيْ..}


فيْ مسيرةِ أيّامِي المحشوّة بالأقدار كبحرٍ لا شطّ يحدّهُ ولا قاع يختِمه،

في غمرةِ عَيشي الذي يُشبهُ عازفًا لا يعزِفُ إلا ما حذِقت أنامله،
يلي كلّ وتيرةٍ بأخرى تماثلها وبين كل وتيرةٍ وتاليتِها وتيرةٌ تشبهُ كليْهما،
كأن أناملَه قد حفظت خطوها وخطاها فلا تسير إلا كما لقّنها منْ قبلُ عقلُه،
ولم يُعِد بعد ذلك تلقينها أو يغير ترتيبها الذي راقَ له،
فدأبتْ على ما تراهُ أسهل لها ويوقنُ أنه الأسلمُ له..!

ما الذي أضفتُه للحياةِ وماذا أحدثتْ بي؟
ماذا صنعتُ بيَ ماذا اقترفتُ؟
أحقًا كنت ما أريد، وحلمي المنشودَ بلغت؟

ارتأيتُ أن أجالسني ففعلت وتساءلت ..
ألبّيتُ نداءَ الشغفِ يومَ هَوَى؟
أو اكترثتُ لاستغاثات الهوى؟
أستجبتُ لما حدّث الفؤادُ وما نوى؟
أكنت يومًا ما أريدُ أم تمنيّت وعيلَ المُنى؟
ما للذي أرجو كلما طويتُ من العمرِ يومًا نأى؟
ما له ينْزحُ غيرَ آبهٍ بخلجَاتِ الجَنان وما حوى؟
كالأفقِ كلما ظننتُ أني لا بدّ بالِغَتُه قصَا..!

ها أنا اليومَ هُنا، فهلْ تراني ما زلتُ (أنا)؟
إنّي أفتقدني بيننَا، أستغربُ ما أتى العمرُ وما جنَى،
فليسَ هذا ما رجوتُ ولا هذا بالرّنَا..

كنائيةٍ عن نفسها تغشتها الغفلةُ عن حلمها وواراهَا السُبات،
منكفئةٍ عمّا تريدُ يتعدّنها الشتات،
خشيتْ الإفصاح فكان سيّد كلامِها الإنصات..

هذي أنا، وما هذا الذي أردتُ يومًا أنْ أكونه..!

يُوهنني الاغتراب عني يؤرّقني الاشتياق،
يؤلمني تجرّدي منّي يمزّقني الالتياع،
فهلْ يُدغِمُني بكياني التياق؟
وأنا التيْ التهيتُ عنه فانتهيْنا إلى انفتاق..!


ما زلتُ أرى حلمي الذي ناشدته ملوحًا ينتظِر،
يرتقب اقترابي قبل أن يُوأدَ أو يحتضِر،
وقد أوشك يدركه التلاشي حين ابتعدتُ عن كياني المندثر..
رويدًا حلمي لا تفلت من حتمية التحقيق اصطبِر،
تريّثْ في الهجرِ إن بي جوعًا للوصول وتوقًا مستعِر،
يؤملني يقيني القاصمُ ولي ربٌ مقتدِر،
فبابُ بلوغك لا بدّ مشرعٌ وأملي حتمًا منتصر ..


٦:١٩ الأربعاء ١٤ رمضان ١٤٣٦هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق