الأربعاء، 6 أبريل 2016

منْ منّا أنَا..؟

.
.

بعضيْ هُنا ومعْظمي حيثُ أنت
كأنّي تجردتُ مني حين ابتعدت
كأنّي غادرتُ نفسي ولم تكن أنت من تركت
كأنّ الكونَ ضاقَ بي فاختزلني فيكَ مُذ رحلت
أوْ كأنّي ما عدتُ أنا بل أمسيتُ من أحببت ..

..

حنينٌ عارمٌ يعتريني بكلِ ما فيني
يسري في ثنايا الروحِ ويكويني
يخوضُ الحشا يجتاحُ أدقّ شراييني
كالسيلِ لا يرضخُ لسدٍ أو لتقنينِ
يتفشّى بجنونٍ ويُضنيني
لينطقَ قلبي عوضًا عن النبضِ بالأنينِ
أضنى أنا ولا يخورُ حنيني

..

أتراني أحنُّ إليك
أمْ إلى بعضيِ الذي لديك؟
أأتلوّى لهفةً عليك
على صوتِك وهمسِ عينيك؟
على دفءِ ذراعيك
وأمانٍ أنهلُه من حِجرِ كفّيك؟
أمْ على فؤادي الذي بات عندك بين جنبيك؟
وكلمَا تُقتَ حبًا أجابَ والهًا: لبيك ..

..

إني أضعتني بيننا
ما عدتُ أعلمُ منْ منّا أنا
لستُ أدري أيُّنَا هناكَ وأيُّنَا هُنَا
أحقًا أجدُ عنكَ غنًى؟
كيفَ أقوى بقاءً بلاكَ وأنتَ أنا؟
يا ماءَ عيني والسّنَا
يا غايةَ مُنيتي والرّنَا
خبّرني بربكَ أما مِن لقاءٍ يطوي بُعدنَا؟

.
.


فوق السحاب ٢٣:٣٠
الأربعاء ١٤٣٧/٦/٢٦

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق